أقام قطاع المسرح ملتقى الهناجر الثقافي بمركز الهناجر للفنون، جاء ذلك في إطار احتفال وزارة الثقافة بعام كوكب الشرق أم كلثوم، ومرور 50 عامًا على رحيلها.
أدارت اللقاء ناهد عبد الحميد، التي أكدت أن أم كلثوم كانت أسطورة مصرية خالصة، صاحبة العصمة وفخر مصر والوطن العربي، مشيرة إلى دورها في بناء الشخصية المصرية وكونها القوة الناعمة الأولى لمصر.
وأضافت أن عبقريتها لم تكن في صوتها فقط، بل في شخصيتها أيضًا، معتبرة أنها رحلت بجسدها فقط، لكنها باقية بفنها.
تحدث هيثم أبو زيد عن الإعجاز الغنائي لأم كلثوم، مشيرًا إلى أن من يسمع صوتها لا يملك إلا الإنصات التام.
استعرض على شاشة العرض مقاطع من أغانيها، موضحًا جماليات صوتها الفريدة، مثل القفلة التجويدية، وتلوين الكلمة عدة مرات في الكوبليه الواحد، وقدرتها على الغناء بأسلوب الزعامة السياسية، بالإضافة إلى استخدامها المتميز للقوالب الغنائية المختلفة.
أشار أشرف عبد الرحمن إلى أن أم كلثوم تميزت بصوت يجمع بين القوة وبراعة التعبير، وهو أمر نادر الحدوث.
عاصرت أجيالًا مختلفة من الموسيقيين والشعراء، ما ساهم في تطوير الموسيقى العربية وإطلاق ما يعرف بـ”عصر أم كلثوم”، الذي تربعت خلاله على عرش الغناء.
تحدثت هدى زكريا عن تأثير أم كلثوم في المشهد الثقافي المصري، قائلة إنها جمعت الجهود المبعثرة وساهمت في توحيد الذائقة الفنية، كما أنها مهدت الطريق لأجيال من المطربين.
أكدت أنها توحدت مع بلدها مصر، وخلدت الأحداث الوطنية بأغانيها.
تناولت سالي جاد تأثير أم كلثوم في تشكيل وجدان الشباب، مشيرة إلى أن ثباتها الانفعالي ولغة جسدها جعلاها قادرة على التحكم في الحالة المزاجية للجمهور.
أكدت ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل تقنية الهولوجرام، لإعادة تقديم الفن الراقي للأجيال الجديدة.
أشارت سمية عبد المنعم إلى ذكاء أم كلثوم في إحاطة نفسها بكوكبة من الصحفيين العظماء، مثل محمد التابعي، مصطفى أمين، وإحسان عبد القدوس، مؤكدة أنها لم تكن فقط موضوعًا للصحافة، بل مارستها بنفسها، إذ أجرت حوارات مع شخصيات بارزة.
اختتمت إيناس فؤاد الحديث بالإشارة إلى الحب الجارف الذي حظيت به أم كلثوم من جيل إلى جيل، مؤكدة أن والدها لعب دورًا أساسيًا في دعم موهبتها منذ الصغر.
قدمت الطفلة “جويرية”، أصغر متطوعة في مؤسسة عظيمات مصر، مجموعة من الأبيات الشعرية تكريمًا لكوكب الشرق.
تضمن برنامج الملتقى فقرات غنائية لفرقة عشاق النغم بقيادة محمد عبد الستار، حيث قدمت مجموعة من أغاني أم كلثوم، منها “هذه ليلتي، أنساك، غنيلي شوية، أسأل روحك، يا مسهرني”، كما قدم شادي نصيف، أحد المبدعين من ذوي الهمم، أداءً مميزًا لأغنية “الأمل” مع عزف العود.
