
منذ أن رحل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ عام 1977، لم يهدأ سؤال ظل يتردد في الكواليس وعلى ألسنة جمهور لا يتوقف عن الحنين:
هل تزوج عبدالحليم من سعاد حسني؟
لسنوات طويلة، بقي الجواب معلقًا، تائهًا بين روايات الحب السري والتشكيك في أصل الحكاية. لكن مساء الجمعة، أصدرت عائلة عبدالحليم حافظ بيانًا رسميًا، كُشف فيه عن رسالة نادرة بخط يد سعاد حسني، عُثر عليها مؤخرًا داخل غرفة مغلقة كانت مخصصة لأرشيف العندليب في منزل العائلة.
الرسالة، رغم قصرها، كانت مشبعة بالعاطفة والانكسار، حيث كتبت سعاد لحليم:
“حبيبي حليم،
حاولت أن أنام وأنا أقنع نفسي أنك لابد أن تتصل بي… ولكنك لم تتصل بي ولم تفكر في.
إنني في قمة العذاب، أبكي وأنا نائمة، أبكي ليلًا نهارًا…
لأنني أحبك ولا أريدك أن تكرهني… ولماذا تكرهني بعد أن كنت تحبني؟
الآن تقول لكل الناس: أنا لا أحبها، ولكني أحبك يا حليم… ماذا أفعل؟
قل لي يا حليم، إنني أصبحت أتعس مخلوقة على وجه الأرض.”
محمد شبانة يضع النقاط على الحروف
البيان الذي حمل توقيع محمد شبانة، نجل شقيق عبدالحليم، لم يكتف بالكشف عن الرسالة، بل ضم توضيحات شاملة نُشرت لأول مرة.
يقول محمد شبانة: “عدى على وفاتك يا حليم حوالي نصف قرن والناس لسه بتسأل: هل الإشاعة عن جوازك حقيقية ولا لأ؟”
يا حليم، أنت أعظم من غنى للحب، وده كان – من وجهة نظري – بسبب حرمانك منه من أول لحظة، من حب الأم اللي اتحرمت منه يوم ولادتك، لحد الحرمان من حب الزوجة والأبناء.
إشاعات كتير طالتك، حتى وأنت في قمة النجاح. منهم من قال إنك بتمثل المرض، وإن نزيفك على المسرح مجرد تمثيل، وحتى لما سافرت رحلتك الأخيرة للعلاج، طلعوا يقولوا إنك بتتفسح مش بتتعالج… ورجعت بعدها مصر في تابوت، وأخرست كل الألسنة.”
ويضيف شبانة:”أما إشاعة الزواج، فبدأت بعد وفاتك بـ17 سنة، من ناس المفروض إنهم كانوا أصدقاؤك، واستمرت من غير دليل أو مستند واحد”
بقالي سنين بدور على دليل مادي يرد على الإشاعة دي، وكنت على وشك أفقد الأمل، لحد ما من أيام قليلة قررت أفتح غرفة كانت محتفظة فيها جدتي “علية” بكل أوراقك ومقتنياتك، ومنها جوابات شخصية.
وسط الجوابات، لقيت رسالة بخط يد السيدة اللي قيل إنها كانت زوجتك، والرسالة دي كانت كافية ترد على الإشاعة بعد ٣١ سنة من انتشارها.”
ويؤكد: “احنا كعائلة عمرنا ما جريْنا ورا تريند ولا شهرة زائفة. لما قررنا نعلن عن الرسالة، كان بعد التأكد التام من خط يدها، ومطابقته مع رسائل أخرى تخصها”
الخطاب يوضح بجلاء أن العلاقة بينهما لم تتجاوز حدود الحب، وأن حليم هو من أنهى القصة لأسباب صحية، لأنه كان شايف إن ارتباطه بأي امرأة ظلم لها ولطفل قد يُولد وهو غير قادر على الاستمرار.”
في النهاية، يُطوى فصل طويل من الجدل، ليس بالنفي أو التبرير، بل بورقة منسية، بخط يد سعاد، خرجت للنور بعد عقود من الصمت، لتؤكد أن الحب كان حقيقياً، لكنه لم يكتمل.