فوربس الأمريكية: الفريق الأكثر نجاحا في التاريخ.. الأهلي يستعد لكأس العالم للأندية
شادي الجمال

في معظم الأندية، يعتبر الفوز بلقب الدوري مرتين متتاليتين، وحصد لقبين محليين، وعدة ألقاب قارية، وأربعة ألقاب متتالية للسوبر، بالإضافة إلى كأس أفروآسيوية-باسيفيكية، إنجازًا ضخمًا يُكسب المدرب رصيدًا كبيرًا خلال ثلاث سنوات فقط.
لكن الأمر مختلف قليلاً في فريق الأهلي المصري العملاق. نسبة كبيرة من جماهير كرة القدم في مصر تشجع “الشياطين الحمر” (ولا ينبغي الخلط بينهم وبين مانشستر يونايتد)، ويُتوقع منهم الفوز دائمًا. من الصعب الجدال في أن ريال مدريد، بطل أوروبا 15 مرة، هو النادي الأكثر نجاحًا في كرة القدم العالمية، لكن من حيث عدد البطولات، يتفوق الأهلي؛ إذ يعرض موقعه الرسمي رقمًا لا مثيل له: 155 بطولة.
مارسيل كولر عاش هذا الواقع. فرغم فوزه بكل هذه الألقاب بين سبتمبر 2022 وأبريل 2025، فقد خسر منصبه بعد خروج الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم. لذلك، أمام خليفته ريفييرو مهمة صعبة، من بينها لفت الأنظار في كأس العالم للأندية، حيث سيكون الأهلي هذه المرة “سمكة صغيرة في بركة كبيرة”.
رفع الستار عن كأس العالم للأندية
يبدأ الأهلي البطولة الموسعة بمواجهة إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي يوم 14 يونيو في الولايات المتحدة – مباراة تعتبر حاسمة بالنسبة للفيفا. بعد أن أبرمت الفيفا صفقة بث بقيمة مليار دولار تقريبًا مع منصة DAZN (تشمل أيضًا جوائز البطولة)،
تسعى الهيئة المنظمة الآن لجني أكبر قدر ممكن من الإيرادات من الرعاة ومبيعات التذاكر. وتعتمد في ذلك على تحقيق نسب مشاهدة عالية – خاصة وأن تغطية DAZN الأساسية للبطولة متاحة مجانًا.
ومع ذلك، تشير الدلائل المبكرة إلى أن البطولة لم تحقق الجذب المتوقع، حيث انخفضت أسعار التذاكر واحتمال وجود آلاف المقاعد الفارغة في المباراة الافتتاحية. لا شك أن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو كان يأمل في أن يجذب كريستيانو رونالدو الأنظار، لكن البرتغالي لن يشارك.
فيفا يواجه تحديات كبيرة، ومباراة إنتر ميامي ضد الأهلي ستكون مؤشرًا لما هو قادم.
ومع ذلك، فإن أداءً مميزًا من الأهلي يمكن أن يمنح البطولة انطلاقة قوية.
قوة الأهلي ومستقبل مصر بعد صلاح
بالنسبة لبعض الأندية الكبرى التي وصلت إلى الولايات المتحدة، يعتبر كأس العالم للأندية عبئًا إضافيًا بعد موسم طويل. أما بالنسبة لفريق مثل الأهلي، فهي فرصة ذهبية لاختبار قوته أمام الأفضل عالميًا. وبالرغم من أن فيفا ستوزع 250 مليون دولار كمدفوعات تضامنية للأندية حول العالم، إلا أن الأندية الأوروبية الكبرى ستحصل على نصيب الأسد من الجوائز المالية، بينما ستعزز المكافآت وضع الأهلي القوي بالفعل في مصر.
في الواقع، يتمتع الأهلي بأفضلية مالية على منافسيه المحليين. فبدعم جماهيري كبير على وسائل التواصل الاجتماعي ينافس أندية الدوري الإنجليزي الكبرى، يعمل النادي أيضًا ككيان رياضي عام – يضم فرقًا في كرة السلة وكرة اليد وغيرها – ويمكنه جمع إيرادات جيدة من رسوم العضوية الباهظة. ومن الجدير بالذكر أن نجم مانشستر سيتي عمر مرموش بدأ مسيرته في نادي وادي دجلة المصري، الذي يتبع أيضًا نموذج الأندية متعددة الرياضات.
وبطبيعة الحال، يستطيع الأهلي استقطاب أفضل اللاعبين. فالمهاجم السابق لأستون فيلا محمود تريزيجيه ضمن قائمة الفريق للمباريات المقبلة، بينما يسجل إمام عاشور عددًا كبيرًا من الأهداف من وسط الملعب.
لكن القول إن هيمنة الأهلي هي كل ما يجب معرفته عن كرة القدم المصرية ليس دقيقًا. فقد تأسس العملاق القاهري عام 1907 كرمز لمقاومة الاستعمار البريطاني، وهو غريم الزمالك في واحدة من أشرس الديربيات في العالم. وفي السنوات الأخيرة، أحدث نادي بيراميدز – الذي اشتراه تركي آل الشيخ وأعاد تسميته قبل سبع سنوات – بعض التغيير في المشهد الكروي المصري.
بشكل عام، لن يكون لأداء الأهلي في كأس العالم للأندية تأثير كبير في شمال أفريقيا. سيظل القوة المهيمنة في بلد يضم أندية مملوكة للدولة أو القطاع الخاص، معظمها بلا جماهير حقيقية.
وبدلاً من ذلك، فإن المشهد المحلي هو محور النقاش الأساسي من الآن فصاعدًا. هناك انتقادات بأن اتحاد الكرة المصري لا يفعل ما يكفي لدعم المواهب الشابة التي ستقود الجيل القادم – في بلد أنجب نجم ليفربول محمد صلاح.
أما بالنسبة للأهلي، فإن مجرد الوصول بعيدًا في كأس العالم للأندية قد يضاف إلى قائمة إنجازاته الذهبية التي تمتد لـ118 عامًا.