
في الوقت الذي تُخصص فيه ملايين الجنيهات لإنتاج برامج ضخمة خلال شهر رمضان، جاء الفنان سامح حسين بفكرة مختلفة تمامًا، دون ضجة إعلانية أو منصات كبرى، لكنه استطاع أن يخترق القلوب ويتصدر التريند ببرنامجه الجديد “قطايف”.
بعيدًا عن الاستوديوهات الفاخرة والمؤثرات البصرية الضخمة، ظهر سامح حسين على جمهوره بأسلوب بسيط وقريب من القلب، مقدمًا برنامجًا يعكس القيم الأخلاقية والاجتماعية بروح خفيفة الظل.
يتناول “قطايف” في كل حلقة قصة قصيرة تحمل رسالة إنسانية مستمدة من القيم الأخلاقية والدينية، بأسلوب بسيط بعيد عن التعقيد، لكنه مؤثر إلى حد كبير. الحلقات، التي لا تتجاوز مدتها بضع دقائق، تتناول موضوعات مثل الصدق، حسن الظن بالله، الرضا، الصبر، العطاء، والتسامح، وهي قيم تلمس حياة الناس بشكل مباشر، ما جعل البرنامج يحظى بتفاعل واسع النطاق.
ويبقي السؤال لماذا حقق “قطايف” هذا النجاح رغم غياب الدعاية؟، والإجابة هي:
التلقائية والبساطة: لم يعتمد البرنامج على مقدمة طويلة أو استوديوهات فخمة، بل ظهر سامح حسين في أجواء طبيعية، وكأنه يحكي لجمهوره مباشرة.
قوة المحتوى: الجمهور يبحث عن محتوى يحمل معنى ورسالة، وهو ما قدمه “قطايف” بصدق بعيدًا عن التكلف أو التصنع.
توقيت العرض: الحلقات تُعرض في العاشرة مساءً، وهو وقت مثالي لمشاهدة محتوى قصير وخفيف بعد يوم طويل من الصيام.
لم يتوقف النجاح عند الجمهور فقط، بل امتد ليشمل إشادات واسعة من نجوم الفن والإعلام، الذين عبروا عن إعجابهم بالبرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي، مصطفى شعبان، نشوى مصطفى، الإعلامي عمرو الليثي.
وفي أول تعليق له بعد تصدر التريند، كتب سامح حسين عبر حسابه على فيسبوك:
“اللَّهُم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. أشكر كل من دعمني ولو بكلمة طيبة. أشعر أن ما يحدث لي معجزة، وأخشى أن يكون حلمًا أستيقظ منه!”
بينما يتجه المحتوى الرقمي نحو المنافسة على الإنتاج الضخم والإعلانات، يأتي نجاح “قطايف” ليؤكد أن الجمهور يبحث عن البساطة والرسالة الهادفة أكثر من أي شيء آخر. فهل يكون هذا البرنامج بداية لثورة جديدة في الإعلام الرقمي الرمضاني؟ الأيام القادمة ستكشف