فن وثقافة

محمد عدوية يودع والده أحمد عدوية بكلمات مؤلمة: “افتقدت حاجات كتير بعدك يا أستاذي”

كتبت: مريم فؤاد

في منشور مؤثر عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”، عبّر الفنان محمد عدوية عن حزنه العميق بعد رحيل والده، أسطورة الأغنية الشعبية أحمد عدوية، الذي وافته المنية في 29 ديسمبر 2024 بعد صراع طويل مع المرض. الكلمات التي نشرها محمد كانت بمثابة رسالة حب ووفاء لأب كان له الفضل في تشكيل مسيرته الفنية، بالإضافة إلى تأثيره الكبير في حياة الشاب الذي فقد جزءًا كبيرًا من نفسه بعد وفاته.

محمد عدوية وصف اللحظات دفن والده بأنها من أصعب الفترات التي مر بها، قائلاً: “من أصعب اللحظات المرعبة اللي عدت عليا في حياتي بعد ما دفنا الأستاذ أحمد عدوية وخدنا العزاء… فعلاً كنت حاسس بأحاسيس غريبة… لا سامع ولا حاسس بحد، وخمس آلاف فكرة بتيجي في دماغي… بقول لنفسي: هوا معقولة خلاص؟ هروح البيت مش هلاقيه زي كل مرة؟”

وأضاف: “كان دايمًا بيستنانى، يعمل النسكافيه اللى بيحبه، ونقعد نهزر ونضحك… حاجات كتير افتقدتها بعدك يا أستاذي… ربنا يرحمك يا بابا، أنت وماما، ويرحم جميع أمواتنا.”

كلمات محمد عدوية، التي تفيض بالحزن والشوق، توضح حجم الفقد الذي يشعر به بعد غياب والده الذي كان إلى جانبه في كل لحظة، ليس فقط كأب، بل أيضًا كأستاذ وصديق. الشاب الذي وُلد ونشأ تحت ظل موسيقى والده، يتألم الآن لفقدان شخص كان بالنسبة له نموذجًا للفن والمثابرة.

أحمد عدوية، الذي يُعد أحد أعمدة الفن الشعبي المصري، استطاع أن يلمس قلوب الجماهير من خلال أغنياته التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشارع المصري. أغنياته مثل “زحمة يا دنيا زحمة” و”السح الدح امبو” حملت بصمته الخاصة، بفضل صوته العفوي والروح البسيطة التي نقلها للمستمعين. كان عدوية ليس مجرد فنان، بل كان جزءًا من الهوية الثقافية لمصر، مما جعل رحيله صدمة كبيرة لعشاقه ومحبيه.

ورغم الحزن الذي يملأ قلب محمد عدوية، إلا أن كلمات رسالته تعكس مدى حبه العميق لوالده، كما تكشف عن الذكريات التي لا يمكن أن تُمحى من ذاكرته، مثل اللحظات التي كان يقضيها مع والده في المنزل، حيث يجهز له النسكافيه ويجلسان سويًا في أجواء من المحبة والضحك.

الفنان أحمد عدوية ترك إرثا فنيا هائلا لن ينسى بسهولة، لكن كلمات محمد عدوية تذكرنا أيضًا بأن الفن ليس مجرد أغاني وألحان، بل هو حياة ومشاعر، وعلاقات إنسانية كانت تلهم الفنان وتدفعه نحو الإبداع. وعندما يرحل أحد هؤلاء المبدعين، فإن فقدانهم لا يكون مجرد فقدان لفنان، بل أيضًا لفرد كان يشكل جزءًا كبيرًا من الحياة اليومية لمجتمع كامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى