هولندا تعيد إلى مصر رأس أثرية نادرة عمرها نحو 3500 عام على هامش افتتاح المتحف الكبير

في خطوة تعزز التعاون الثقافي بين مصر وأوروبا، أعلنت هولندا عن إعادة قطعة أثرية مصرية نادرة عمرها نحو 3500 عام إلى القاهرة، وذلك بالتزامن مع احتفالات مصر بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعدّ أضخم صرح متحفي في العالم.
جاء الإعلان على لسان رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف خلال زيارته إلى مصر برفقة نظيريه من بلجيكا ولوكسمبورج ضمن وفد دول البنلوكس، حيث التقوا الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث سبل تعزيز التعاون في الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكد سخوف أن قرار إعادة القطعة الأثرية يعكس تقدير بلاده للتراث المصري ورغبتها في دعم الجهود الدولية لحماية الآثار المسروقة، مشيرًا إلى أن هولندا “تفخر بأن تكون جزءًا من لحظة ثقافية عالمية تتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة”.
القطعة المستردة عبارة عن رأس تمثال منحوت يُعتقد أنه يُصوّر مسؤولًا رفيع المستوى من عهد الملك تحتمس الثالث (1479 – 1425 قبل الميلاد)، أحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة في الدولة الحديثة.
وعُقر على التمثال في معرض فني بمدينة ماستريخت الهولندية عام 2022، بعد أن تلقت السلطات بلاغًا مجهولًا يشير إلى أنه خرج من مصر بطرق غير مشروعة.
وأوضحت الحكومة الهولندية أن تحقيقًا مشتركًا بين الشرطة الهولندية وهيئة التراث الثقافي أكد أن القطعة نُهبت وغادرت الأراضي المصرية بطريقة غير قانونية، ويرجّح أنها هُرّبت أثناء الاضطرابات التي شهدتها المنطقة عام 2011.
وأضاف البيان أن مالك القطعة سلّمها طوعًا إلى السلطات بعد ثبوت عدم مشروعية حيازتها، لتبدأ الإجراءات الرسمية لإعادتها إلى مصر.
وذكرت الحكومة الهولندية أن عملية التسليم ستتم قبل نهاية عام 2025 إلى السفير المصري في لاهاي، دون تحديد موعد نهائي حتى الآن، مؤكدة التزامها الكامل بسياسة استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة بالتعاون مع الدول الأصلية.
تأتي هذه الخطوة في ظل الزخم الثقافي الذي تعيشه مصر بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي وصفه رئيس الوزراء الهولندي بأنه “علامة فارقة في تاريخ الثقافة الإنسانية”، مشيرًا إلى تطلع بلاده إلى “توسيع التعاون الثقافي والتبادل المتحفي بين القاهرة وأمستردام خلال الفترة المقبلة”.
				

