الموت حرمه من تحقيق حلمه.. أمير مؤقت بالأهرام مات وترك زوجة وطفلة رضيعة بدون عائل
شادي الجمال

ينعي الصحفيون المؤقتون بالمؤسسات القومية، بمزيد من الأسى والحزن، زميلهم أمير أحمد الإداري بالمركز الطبي بالأهرام، والذي وافته المنية أمس، تاركا خلفه زوجة وابنة رضيعة.
أمير، حلمه مثل حلم كل المؤقتين، تحقيق الاستقرار الوظيفي بالتعيين، أملا في معيشة لائقة، حددتها الأعراف والقوانين التي تحفظ كرامة الإنسان، لكن كلمة القدر سبقت تحقيق الحلم، وأصبحت أسرته الصغيرة مهددة بالجوع، بعد فقدان العائل الوحيد لها.
المؤسسات القومية لا تعترف بالمؤقتين، فليس لهم معاش في حالة المرض أو العجز أو الموت، كما أن نظام تأمينها الصحي لا يشملهم، وبالتالي فهم يعملون بنظام “السخرة”، من يمت فيهم ليس له دية، ومن يجوع لا تعبأ هذه المؤسسات برعايته أو كفالة أسرته.
من هنا فالمؤقتون، الذين ينتظرون رحمة الله، رهن قرار بيد بني جنسهم، حتي يحصلوا على حق مشروع، استمروا في المطالبة به طيلة 15 عاما، والسؤال الذي يطرح نفسه كم من “أمير” يجب أن يموت حتى يتم تعيين المؤقتين.
“أمير”.. جرس إنذار، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، يذكرنا بأننا مسئولون، وموقوفون للسؤال أمام الله عن مصير هؤلاء الشباب، الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة مؤسساتهم، ولم يتحرك أحد لرفع الظلم عنهم، والمماطلة في تعيينهم تحت دعوى الحسابات المالية أو الانتخابية.
إلى أصحاب القرار، عجلوا بتعيينا، قبل أن يسبقكم الموت إلينا، وتبقى المؤسسات القومية خاوية على عروشها، بعد فقدان شبابها.
ويحمل الصحفيون المؤقتون، المسئولية لكل مسئول، تسبب في تعطيل إجراءات تعيينهم، التي تمت منذ شهر سبتمبر الماضي، ويطالبون رئيس الجمهورية بالتدخل لإنهاء مشكلتهم، حتى لا تفقد المؤسسات مزيدا من أبنائها.