أعرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش عن سعادته بالعودة إلى الدور قبل النهائي ببطولة ويمبلدون للتنس.
وقال ديوكوفيتش في حديث مؤثر: “يعني هذا الكثير بالنسبة لي.. أن أكون قادرا، في عمر الـ38 عاما، أن أصل للأدوار النهائية من ويمبلدون”، ولكن الجماهير قاطعته بهتافات وتصفيق حار كتعبير لإعجابهم واحترامهم للاعب الصربي.
وقال ديوكوفيتش وقد علت الابتسامة وجهه: “شكرا لأنكم تهتفون لعمري. أقدر هذا كثير. هذا جميل ويجعلني اشعر أنني مازلت شابا للغاية. شيء آخر يجعلني اشعر بأنني مازلت شابا للغاية، ألا وهو التنافس مع اللاعبين الشباب”.
وليس هناك شك في أن ديوكوفيتش اعتاد على مثل هذه اللحظات، فهو آخر من تبقى من الجيل الذهبي لمنافسات تنس الرجال، وبعد التغلب على الإيطالي فلافيو كوبولي /23 عاما/ في دور الثمانية، وصل للمرة الـ52 للدور قبل النهائي بإحدى البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام) بحثا عن لقبه الـ23 في المنافسات الفردية للبطولات الكبرى.
وسيلتقي ديوكوفيتش مع لاعب شاب آخر يبلغ 23 عاما، هو الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول على العالم، غدا الجمعة بحثا عن مقعد في النهائي.
وقال ديوكوفيتش، المصنف السادس للبطولة :” هذا يحفزني- أن أرى إلى أي مدى لا زلت قادرا على مجاراة هؤلاء اللاعبين الشبان ومنافستهم”.
ويدخل ديوكوفيتش مباراة الدور قبل النهائي ببطولة ويمبلدون بعدما خسر في أربع مباريات متتالية أمام سينر، بما في ذلك في الدور قبل النهائي ببطولة فرنسا المفتوحة التي أقيمت في وقت سابق من هذا العام.
وخسر ديوكوفيتش آخر مباراتين نهائيتين لبطولة ويمبلدون أمام الإسباني كارلوس ألكاراز، وهو أصغر تقريبا بـ16 عاما عن ديوكوفيتش، وهو ما يجعل الفارق بينهما ثاني أكبر فارق سني في التاريخ بين لاعبين يتواجهان في نهائي بطولة كبرى.
ويلتقي ألكارز /22 عاما/، المصنف الثاني على العالم، الأمريكي تايلور فريتز /27 عاما/، المصنف الخامس على العالم، في المباراة الثانية بالدور قبل النهائي.
ووصف ديوكوفيتش الثنائي ألكاراز وسينر، بأنهما “قادة منافسات التنس الرجالي حاليا”، وتوج الثنائي فيما بينهما بآخر ست بطولات للجائزة الكبرى.
وبالنسبة لألكاراز فقد توج في مسيرته بخمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، بما في ذلك لقب بطولة رولان جاروس التي أقيمت الشهر الماضي، حيث تمكن من قلب تأخره بمجموعتين ليفوز على سينر في مباراة استمرت لخمس ساعات ونصف.
أما سينر، فيملك ثلاثة ألقاب في البطولات الكبرى. وقد سبق لكل من ألكاراز وسينر تصدر التصنيف العالمي للاعبين المحترفين.
وكان أفضل ظهور لفريتز في البطولات الأربع الكبرى الخسارة في المباراة النهائية أمام سينر في بطولة أمريكا المفتوحة التي أقيمت في سبتمبر الماضي.
كل هذه الإنجازات مثيرة للأعجاب، ولكن لا يوجد مقارنة بينها وبين ما حققه ديوكوفيتش، الذي حقق لقب ويمبلدون سبع مرات، أقل بلقب من روجيه فيدرر حامل الرقم القياسي من حيث عدد مرات التتويج بالبطولة، كما حصد 100 لقبا آخر، بجانب أنه قضى عدد من الأسابيع كمصنف أول على العالم أكثر من أي لاعب آخر.
وقال كوبولي، المصنف 22 في البطولة، أمس الأربعاء بعد الخسارة أمام ديوكوفيتش 7 / 6 و2 / 6 و5 / 7 و4 / 6 :”إنه أسطورة لهذه الرياضة”.
ويقارن أسلوب لعب سينر كثيرا بأسلوب ديوكوفيتش، سواء من حيث براعته في إعادة الكرات، أو تغطيته الواسعة للملعب، أو ضرباته الأرضية التي تجمع بين القوة والدقة. وهي مقارنة تعد من أعلى أشكال المديح التي يمكن أن يحصل عليها أي لاعب.
واستطاع ديوكوفيتش أن يفوز بأول ثلاث مباريات جمعت بين الاثنين، بما في ذلك المواجهة في دور الثمانية ببطولة ويمبلدون في 2022، وفي الدور قبل النهائي في 2023. ولكن منذ ذلك الحين فاز سينر بأربع مباريات وخسر في مباراة.
وقال سينر، الذي تغلب على الأمريكي بن شيلتون 7 / 6 و6 / 4 و6 / 4 في دور الثمانية أمس الأربعاء :” أنا ونوفاك، نعرف بعضنا البعض.. لأننا تواجهنا كثيرا. لذلك نحن نعلم ما الذي يعمل وما الذي لا يعمل. ولكنني لم أفز من قبل عليه في ويمبلدون، لذلك سيكون تحديا صعبا للغاية”.
والتقى ألكاراز وفريتز مرتين، ليس في بطولات كبرى، أو على ملاعب عشبية. وفاز ألكاراز بالمباراتين.
ولكن فريتز أصبح لاعبا مختلفا خلال العام الماضي، حيث قام بتطوير أدائه بشكل ملحوظ، خاصة في استقبال الإرسال وتحسين جوانب لعبه بشكل عام، مع احتفاظه بإحدى أفضل ضربات الإرسال. ويرى فريتز أن أرضية ملاعب ويمبلدون العشبية يمكن أن تخدم أسلوب لعبه بشكل مثالي.
وقال فريتز :”أنا سعيد لأننا لن نواجه بعضنا بعضا في بطولة فرنسا المفتوحة، على الملاعب الرملية، بكرات بطولة فرنسا المفتوحة، لأن هذا سيكون بمثابة كابوس. الملاعب العشبية تعد إلى حد كبير عامل توازن”.
–
