وزيرة الثقافة البرازيلية: افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة تُضيء طريق المستقبل وتُعبّر عن روح مصر المتجددة
أحمد البنا

التقى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة المصري، بالسيدة مارجريت مينيزيس، وزيرة الثقافة في جمهورية البرازيل الاتحادية، وذلك ضمن زيارتها إلى القاهرة للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، ممثلةً عن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، لحضور حدث عالمي يعكس مكانة مصر الثقافية وريادتها الحضارية عبر العصور.
في مستهل اللقاء، عبّرت الوزيرة البرازيلية عن انبهارها بحفل الافتتاح وما تضمنه من عروض موسيقية مبهرة جسّدت تاريخ مصر وعمق حضارتها، مشيدةً بالرؤية التي اكتمل بها المتحف ليصبح نموذجًا عالميًا يجمع بين الإبداع المعماري والهوية الثقافية.
وأضافت أن اللحظة التي أضيئت فيها قاعات المتحف كانت وكأنها إشارة الانطلاق ليعمّ الضوء ويقود نحو المستقبل، مؤكدةً أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل بداية مرحلة جديدة تُعبّر عن روح مصر المتجددة وانفتاحها على العالم.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو أن مصر والبرازيل تمثلان ركيزتين رئيسيتين في تحالف “البريكس”، مشيرًا إلى ما يتيحه هذا الإطار من فرص واعدة لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين في المرحلة المقبلة.
وقال وزير الثقافة: «تحالف البريكس يمثل نموذجًا جديدًا للتكامل الإنساني والحضاري بين شعوب تمتلك رصيدًا هائلًا من التنوع الثقافي، وإن التعاون المصري البرازيلي تحت مظلته يفتح آفاقًا رحبة لبناء جسور من الإبداع المشترك بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية».
وجاء اللقاء ليؤكد عمق العلاقات التاريخية بين مصر والبرازيل، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي والإبداعي، حيث ناقش الجانبان سبل توثيق وتطوير التعاون القائم في مجالات الثقافة والفنون والتراث والصناعات الإبداعية، فضلًا عن دعم حركة الترجمة والنشر المشترك، وإقامة فعاليات ثقافية تعكس خصوصية الموروث الحضاري لكل بلد.
كما تناول اللقاء آليات وضع برامج للتبادل الثقافي بين المؤسسات الثقافية المصرية والبرازيلية، وتنظيم أسابيع ثقافية مشتركة تُبرز ملامح الهوية الفنية المتنوعة للبلدين، وإطلاق مشروعات إبداعية في مجالات السينما والموسيقى والفنون البصرية، بما يسهم في مدّ جسور من التفاعل الإنساني بين الشعبين المصري والبرازيلي.
وخلال اللقاء، أكّد وزير الثقافة أن التعاون الثقافي بين البلدين يُجسّد رؤية الدولة المصرية في توظيف الثقافة كإحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة، مشيرًا إلى أن البرازيل بما تمتلكه من تنوع ثقافي وموروث فني زاخر، تمثل شريكًا مهمًا لمصر في بناء جسور جديدة من التفاعل الإبداعي بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأوضح الوزير أن اللقاء تناول مقترحات لتبادل الخبرات في إدارة المؤسسات الثقافية الكبرى، والتعاون في حماية التراث وصون الموروث الثقافي غير المادي، إلى جانب تعزيز التعاون في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية بوصفها أحد محركات الاقتصاد الثقافي العالمي.
من جانبها، أشادت وزيرة الثقافة البرازيلية بما تشهده مصر من نهضة ثقافية شاملة في السنوات الأخيرة، معربةً عن تطلع بلادها إلى تفعيل شراكة استراتيجية بنّاءة مع مصر في مجالات الفنون المعاصرة، وصناعة السينما، وتبادل الخبرات في إدارة الفعاليات الثقافية الكبرى.
كما أكدت أن البرازيل تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع التبادل الثقافي مع الدول الإفريقية والعربية، مشيرةً إلى أن التعاون مع مصر سيسهم في إثراء التجربة البرازيلية من خلال التعرف على ملامح الإبداع المصري العريق، خاصة في مجالات التدريب الفني، والمهرجانات السينمائية، ومعارض الفنون التشكيلية، والترجمة، والصناعات الثقافية والإبداعية.
وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على دراسة توقيع بروتوكول تعاون ثقافي وإبداعي مشترك، وتشكيل فريق عمل مشترك لصياغة برنامج تنفيذي للتعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، يتضمن تبادل الوفود الفنية والثقافية، وتنظيم أسابيع ثقافية متبادلة، والتعاون في مجالات الإنتاج السينمائي والموسيقي والفنون الرقمية.
وقد عُقد اللقاء في متحف محمد محمود خليل وحرمه، بحضور الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والسفير عمرو سليم، مستشار وزير الثقافة للعلاقات الخارجية، وأحمد سعودي، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير الثقافة، ورضوى هاشم، المستشار الإعلامي لوزارة الثقافة.
كما حضر من الجانب البرازيلي: السيدة فاهناندا دي كاسترو، رئيسة المعهد البرازيلي للمتاحف، والسيد فرانسيسكو كوهيا، مدير مكتب الوزيرة، والسيد بولينو فرانكو دي كاربالوا، سفير البرازيل بالقاهرة، والسيد برونو دي ميلو، مستشار الشئون الدولية للوزيرة، والقنصل خوسيه أكاسيل



