
كشف إريك شيل، المدير الفني لمنتخب نيجيريا لكرة القدم، طموحه مع منتخب (النسور الخضراء المحلقة)، وطريقة تعامله مع ترسانة هجومية استثنائية، وعن فلسفته الإنسانية القائمة على الاحترام والتماسك، معربا في الوقت ذاته عن أمله في التتويج ببطولة أمم إفريقيا القادمة.
ومنذ توليه قيادة منتخب نيجيريا في مارس الماضي، أعاد شيل التوازن للفريق بتحقيقه 4 انتصارات وتعادلين في ست مباريات، وحصد 14 نقطة من أصل 18 ممكنة بمجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بعدما كان يمتلك النيجيريون نقطتين فقط قبل وصوله، ليحجز مقعدا في مباريات الملحق الإفريقي محققا تحولا كبيرا لمنتخب كان يبحث عن ذاته.
وقبل أن يحط رحاله في العاصمة النيجيرية أبوجا، كان المدرب شيل قد أثبت كفاءته مع منتخب مالي، حين قاده لدور الثمانية في النسخة الماضية من بطولة كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، العام الماضي.
وتحدث شيل، في مقابلة أجراها مع الموقع الألكتروني الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عن انضباطه التكتيكي، وإدارته لهجوم عالمي المستوى، وفلسفته الإنسانية القائمة على الاحترام والتماسك.
ويبدو هدف شيل واضحا وهو إعادة فريقه لقمة كرة القدم الإفريقية، حيث قال قبل مشاركته بكأس الأمم الإفريقية المقبلة، التي تقام بالمغرب الشهر القادم “تبقى نيجيريا منتخبا كبيرا جدا، وربما الأفضل في إفريقيا، سواء من حيث الأداء أو السمعة أو البنية. بالنسبة لي، إنه فخر كبير. كما أقول دائما، هذا يشبه كأس العالم بالنسبة لي”.
وأضاف “إنه منتخب كبير للغاية، وأنا شخصيا كنت مشجعا له منذ الصغر. أتذكر كأس العالم 1998 في فرنسا، حين قدمت نيجيريا أداء رائعا. كنت أملك قميص الفريق آنذاك. لذا، فالأمر يحمل معاني خاصة بالنسبة لي، ويمثل مصدر فخر لا يوصف”.
أضاف المدرب الفرنسي، ذو الأصول المالية “كما أقول دائما، هذا جزء من هويتي. عندما أنظر لمسيرتي، الأمر يتجاوز كرة القدم. قدومي لإفريقيا من أجل التدريب ليس فقط خطوة مهنية، بل رسالة إنسانية هي أن الجميع يمكنهم العيش معا”.
وأوضح “أتيت بشخصيتي التي تجمع بين 50٪ من مالي و50٪ من فرنسا، لكن حاليا، وأنا في نيجيريا، أعتبر نفسي نيجيريا. أنا مستعد لأمنح كل شيء من أجل هذا المنتخب ومن أجل هذا البلد”.
وتابع “إنها دولة عاشقة لكرة القدم بشغف لا يوصف. الجميع يفهم اللعبة جيدا. في نيجيريا 230 مليون نسمة، أي 230 مليون مدرب، و230 مليون صحفي، و230 مليون صاحب قرار”.
أشار شيل “اضطررت للتأقلم بسرعة ووضع نفسي في (فقاعة) حتى أظل مركزًا على أهدافي. ابتعدت عن مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة، لأتجنب الضوضاء وأركز على عملي مع الطاقم الفني. نتقدم خطوة بخطوة. لم نحقق شيئا بعد، صعدنا فقط درجة، ونعمل الآن على الصعود إلى التالية”.
ويستعد منتخب نيجيريا لملاقاة نظيره الجابوني في 13 نوفمبر الجاري، بالدور قبل النهائي للملحق الإفريقي، على أن يلتقي الفائز منهما في النهائي بعد ثلاثة أيام مع الفائز من لقاء الكاميرون والكونغو الديمقراطية لتحديد ممثل القارة السمراء للملحق العالمي، الذي يقام في مارس القادم للصعود لكأس العالم 2026.
وفيما يتعلق باستعدادات نيجيريا لأمم إفريقيا المقبلة، صرح شيل “الجانب الذهني هو الأهم في المنتخبات، لأن الوقت المتاح للعمل محدود جدا. فالفترات القصيرة للمعسكرات تجعل التركيز على الروح الجماعية أمرا حاسما، لأنها تمثل أساس الأداء. شاركت اللاعبين رؤيتي لهذه الروح، وأعتقد أنهم بدأوا يتبنونها. الأمر لا يتعلق فقط بالتكتيك أو المهارة، بل بالقيم أيضا. وهذا المنتخب بدأ يجسد هذه القيم بالفعل”.
وبسؤاله عن المجموعة الثالثة التي يتواجد بها منتخب نيجيريا في أمم إفريقيا برفقة تونس وأوغندا وتنزانيا، رد شيل قائلا “لم يعد هناك منتخب صغير. إنها احتفالية كروية، وكل المنتخبات المشاركة لديها فرصها. هذه المنتخبات تسعى لإثبات تطورها وتحسين أسلوبها ورؤيتها. أما نحن، وبما نملكه من تاريخ كروي، وجودة في الأداء، وعدد كبير من النجوم السابقين والحاليين، فعلينا أن نقدم بطولة كبيرة”.
وشدد مدرب المنتخب النيجيري “إنها مجموعة صعبة. تونس أنهت عاما ممتازا، وأوغندا تتطور كثيرا تحت قيادة المدرب بول بوت، وتنزانيا تمتلك بطولة محلية قوية. يتعين علينا أن نكون جادين جدا ونثق في روحنا الجماعية”.
أشار شيل “لدينا أكثر من 25 لاعبا قادرين على اللعب في الخط الأمامي، أي أكثر من فريق كامل. نحاول إدارة ذلك بأفضل شكل ممكن. نملك نظام متابعة دقيق ونراقب من خلاله نحو 80 لاعبا أسبوعيا، أي ما يقارب 80 مباراة نحللها”.
وكشف “اختياراتنا تستند لعدة معايير. أولًا اللعب بانتظام مع النادي، ثم الأداء، وأخيرًا التوافق مع الخطة التكتيكية. أحيانًا يتقدم العامل التكتيكي. مثلًا، أديمولا لوكمان، لم يشارك كثيرًا مع أتلانتا الإيطالي في بداية الموسم، لكن لا يمكنني تجاهل أفضل لاعب إفريقي. حتى في 15 دقيقة، يستطيع صنع الفارق. اختيار 25 لاعبا ليس سهلا، وفي نيجيريا الأمر أصعب. لذلك، نعمل بجد كبير”.
واختتم شيل حديثه قائلا “نريد الفوز بأمم إفريقيا. أنا شخصيا أطمح لذلك، كانت مشاركتي السابقة، وهي الأولى لي، تجربة مميزة جدا. وأعتقد أن نسخة، المغرب، ستكون بطولة رائعة. اللاعبون يملكون نفس الطموح. نخوض كل مباراة تحت الضغط. وعندما نصل للمغرب، سنكون معتادين على ذلك. سنكون جاهزين ذهنيًا ومعنويًا. وإذا صعدنا للملحق العالمي فسيكون من الصعب إيقافنا. هناك منتخبات قوية مثل المغرب، المرشح الأبرز، وتونس، وكوت ديفوار، وهي في حالة ممتازة. لكن قوتنا أننا عانينا ووجدنا طريقنا من جديد، وهذا قد يجعلنا خطرين جدًا على منافسينا”.
يذكر أن منتخب نيجيريا توج بكأس الأمم الإفريقية أعوام 1980 و1994 و2013.



