يواجه منتخب المغرب لكرة القدم تحت 17 عاما تحديا جديدا ومصيريا غدا الجمعة في مونديال الناشئين، عندما يلتقي نظيره البرازيلي على الملعب رقم 7 في ملاعب أسباير في العاصمة القطرية الدوحة في دور الثمانية من البطولة.
وتحظى المباراة بأهمية مضاعفة باعتبار أن المنتخب المغربي هو المنتخب العربي الوحيد المتأهل إلى هذا الدور، ما يجعلها فرصة لإثبات قوة الكرة المغربية على المستوى العالمي وسط ترقب جماهيري وإعلامي كبير.
ووصل أشبال الأطلس إلى هذه المرحلة بعد رحلة مثيرة شهدت مزيجا من الانتصارات الثقيلة والهزائم القاسية.
وبدأ المنتخب المغربي البطولة بنتائج متباينة في مرحلة المجموعات، من بينها هزيمتان أمام البرتغال واليابان، وفوز قياسي بنتيجة 16 / صفر على كاليدونيا الجديدة، ليؤكد قوة هجومه وقدرته على التعامل مع فرق مختلفة.
وفي الدور الثاني، واجه المنتخب المغربي الولايات المتحدة الأمريكية، وتمكن من حسم التأهل بركلات الترجيح بعد التعادل 1/1، قبل أن يلتقي في دور الـ16 مع مالي في إعادة لمباراة نهائي كأس الأمم الأفريقية تحت 17 التي أقيمت في مايو/أيار الماضي.
ولم ينتظر المغاربة الضربات الترجيحية هذه المرة لحسم فوزهم بثلاثية ليضمنوا أول ظهور لهم في دور الثمانية منذ عام 2013.
وخلال البطولة، قدم منتخب المغرب عروضا مميزة أظهرت قوة هجومية وتنظيما تكتيكيا مميزا. وقد أظهر الفريق خلال هذه المباريات تنظيما تكتيكيا مميزا وقدرة هجومية كبيرة، حيث بلغ مجموع التمريرات 1700 تمريرة، منها 1400 ناجحة، مع 146 كرة عرضية و21 هدفا سجلها الفريق بمعدل يتجاوز 4 أهداف في كل مباراة من 119 محاولة تسديد، بينها 43 مباشرة على المرمى.
كما تميزت عروض المغرب بالفاعلية في الكرات الرأسية، مع 26 محاولة منها 84 داخل منطقة الجزاء. بالإضافة إلى ذلك، بلغت محاولات اختراق الخطوط الدفاعية 798 محاولة، بمعدل 159 لكل مباراة، ما يدل على سرعة التحرك الجماعي وفعالية الهجوم المنظم.
وترسم هذه الإحصاءات مجتمعة صورة منتخب متميز من حيث خلق الفرص، السيطرة على اللعب، واستغلال الثغرات الدفاعية، مما يجعله منافسا صعبا على أي منافس، بما في ذلك المنتخب البرازيلي في دور الثمانية.
وفي حديثه عن المباراة المقبلة، أكد نبيل باها، مدرب المغرب، قوة المنتخب البرازيلي، وقال: “البرازيل فريق جيد ويضم لاعبين ممتازين، وهي مباراة سنحتاج للفوز بها لنذهب بعيدا في هذه البطولة. تشكيلة المنتخب المغربي تضم لاعبين يتمتعون بالجودة، وقادرين على إحداث الفارق”.
وأضاف :”الأداء الذي قدمه الفريق أمام مالي يمنحنا الثقة، واللاعبون أظهروا قدراتهم واحترافيتهم، ويمكنهم تحقيق نتائج جيدة في المباراة المقبلة”.
أما منتخب البرازيل، المتوج بلقب كأس العالم تحت 17 عاما خمس مرات، فيسعى لمواصلة نجاحاته المعتادة مستفيدا من خبرته الكبيرة وهجومه المتنوع. ويعتمد أبناء السامبا على توازن جيد بين الهجوم والدفاع، ما يجعلهم خصما متكاملا يمتلك السرعة والمهارة والخبرة في التعامل مع ضغوط البطولة.
وصف مدرب البرازيل، كارلوس إدواردو باتيتوتشي، المباراة المقبلة بأنها ستكون “قوية جدا”، مشيرا إلى أن الفريق يركز على تحضيرات تكتيكية دقيقة خلال الحصص التدريبية قبل المواجهة.
وفي الوقت الذي سيفتقد فيه المغرب خدمات قائده في الدفاع إلياس الحديوي بسبب الإيقاف يستعيد البرازيل مدافعه البارز فيكتور هوجو بعد غيابه ليعزز من صلابة خط دفاع منتخب بلاده أمام المغرب.
من جهته، عبر الإعلام البرازيلي عن احترامه الكبير للمنتخب المغربي، واصفا المباراة بأنها اختبار صعب وليس مواجهة روتينية، مع تقدير لقدرات المغرب الصاعدة في فئة الشباب.
الإعلام البرازيلي يرى المباراة اختبارا صعبا ويثني على قدرة المنتخب المغربي الصاعد، فيما الإعلام المغربي يبرز صعود أسود الأطلس ونجاحهم في تحويل المباريات الدراماتيكية إلى انتصارات حاسمة.
وسوف تكون مباراة المغرب والبرازيل اختبارا حقيقيا للروح والمهارة، ليس فقط لمواصلة المغامرة في المونديال، بل لإثبات أن منتخب المغرب تحت 17 سنة أصبح قوة صاعدة على الساحة الدولية، بينما تسعى البرازيل للحفاظ على تقاليدها العريقة في البطولة.