في مشهد غير معتاد، خرج الفنان المصري عباس أبو الحسن بتصريحات نارية عبر حسابه على “فيسبوك”، معلنًا رفضه الصريح لمواقف الفنان محمد رمضان، لكنه في الوقت ذاته دافع عن “حقه في حرية التصرف”، في خطاب جمع بين الغضب السياسي والفلسفة المجتمعية.
بدأ أبو الحسن منشوره بالتأكيد على رفضه القاطع لمحمد رمضان وسلوكياته، مشددًا على ما وصفه بـ”تطبيع فردي وممنهج مع الصهاينة”، في إشارة إلى مشاركة رمضان في مهرجان بأمريكا قال إنه يحمل “رائحة صهيونية نافذة”.
وقال: “يعرف الكثيرين مقتي لكل ما يمثله هذا المؤدي، وخاصة تطبيعه الفردي والممنهج مع الصهاينة، وذلك المهرجان تغلفه رائحة صهيونية نافذة.”
عبّر أبو الحسن عن اشمئزازه من لافتة مدخل المهرجان التي تجاهلت ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية للفلسطينيين”، حيث كُتب عليها: “تخيل إنك تروح مهرجان موسيقى ومترجعش منه!”. وهو شعار اعتبره أبو الحسن صادمًا وغير إنساني، في ظل الأوضاع الجارية في غزة وعدد الضحايا المتصاعد.
لكن الأكثر إثارة للجدل في منشور أبو الحسن، لم يكن موقفه من رمضان، بل ما طرحه من رؤية فلسفية حول مفهوم “القيم”. حيث قال إن القيم ليست معيارًا عالميًا، بل هي “معتقدات لجماعة ما في بقعة ما من الأرض في حقبة ما.”
وأضاف: “في مجتمع عادل وليس عاطفي، مخالفة القانون هو السبيل الوحيد لمعاقبة فرد ما، وليس تعديه على القيم. وإلا فإن القيم يجب أن تدخل ضمن قانون العقوبات مع توصيف واضح.”
ردا على الانتقادات التي طالت محمد رمضان بسبب رفعه لعلم مصر خلال الحفل، أشار أبو الحسن إلى أن هذا الفعل “حق أصيل له بالدستور، ويعبر عن انتمائه الشخصي، لا عن تمثيله الرسمي للدولة.”
واختتم أبو الحسن منشوره باقتباس لفولتير، قائلاً:
“قد أختلف معك فيما تفعله بحريتك الشخصية، ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً للدفاع عن حقك في حريتك الشخصية، طالما لم تتعداها فتؤذي بها الآخرين.”
